Wednesday, April 19, 2017

مع تمبم



كم أظهر العشقُ من سرٍّ وكم كَـتَـما 
وكمْ أمـاتَ وأحيـا قبْـلـنا أُمَـمَا

قالتْ غلبتُكَ يا هذا فقلتُ لها 
لم تغلبيني ولكن زدتِني كرما 

بعض ُ المعاركِ في خسرانها شرفٌ
من عاد منتصراً من مثلها انهزما 

ما كنت أتركُ ثارى قطُ قبلهمُ 
لكنهم دخلوا من حُسنهم حرمـا

يقسوا الحبيبَان قَدْرَ الحُـبِّ بينهمـا
حتي لـَتحسبُ بين العاشقَين دما

ويرجعان إلي خمْـرٍ معتقة
من المحبة تنفي الشك والتُهَما

جديلةٌ طرفاها العاشقان 
فما تراهما افترقا إلا ليلتحما

في ضمة تُرجعُ الدنيا لسُنتها 
كالبحر من بعد موسي عاد والتئما

قد أصبحا الأصل مما يُشبهان فقل:
هما كذلك حقاً لا كأنهما 

فكل شيئٍ جميلٍ بِتّ تُبصرهُ
أو كنت تسمع عنه قبلها .. فهما

هذا الجمال الذي مهما قسا رَحِما
هذا الجمالُ الذي يستأنسُ الألما

دمي فداءٌ لطيفٍ جاد في حُـلُمٍ
بقُبلتين فلا أعطي ولا حرما

إن الهوي لجديرٌ بالفداءِ وإن
كان الحبيبُ خيالاً مرّ أو حُـلُـما

أو صورةً صاغها أجدادُنا القُدمــا
بلا سقامٍ فصاروا بالهوي سُقــما

الخصر وهمٌ تكادُ العينُ تُخطؤه
وجوده بابُ شكٍ بعدُ ما حُسِـما

والشَـعرُ أطول من ليلِي إذا هجرتْ
والوجه أجملُ من حظي إذا ابْتَسَمَا

في حُسنها شَبَقٌ غضبانُ قيده 
حياؤها، فإذا ما أفلتَ انتقَمـا

أكْرِم بهم عصبةً هاموا بما وهموا
وأكرَمُ الناس ِ من يحي بما وَهــمَا

والحــبُ طفلٌ متي تحكم عليه يـقُـل :
ظلمتني.. ومتي حكّـمتَه ظَـلَمَا

إن لم تُطعه بكي ..وإن أطعت بغي 
فلا يُريحكَ محكوماً ولا حَـكَـمَـا

مذ قلتُ: دع ليا روحي .. ظلّ يطلُبها 
فقلتُ: هاك استلم روحي .. فما استلما

وإن بي وجعاً شبهته بصدي
إن رنّ ..رانَ وعشبٍ حين نميّ نما

كأنني عَـلَـمٌ لا ريـحَ تنشُره
أو ريحُ أخبارِ نصرٍ لم تَجِدْ عَـلَما

يا من حسدتم صبياً بالهَـوى فَـرِحاً
رفقاً به فَهْوَ مَـقْتولٌ ومـا عَلِــمَا


#مع_تميم
تميم البرغوثي

No comments:

Post a Comment